رجل نجا من غرق السفينة USS Indianapolis يروي قصته
في واحد من أكثر الحوادث البحرية شهرة خلال الحرب العالمية الثانية، غرق الطراد الأمريكي USS Indianapolis بعد أن تم هجومه من قبل غواصة يابانية. فالتاريخ يحكي قصة بطولية لمجموعة من البحارة، لكن واحدة من هذه القصص تتعلق برجل استطاع النجاة من هذا الكابوس، ورغم مرور عقود على تلك الأحداث، لا يزال يحفظ ذكرياتها المؤلمة.
البداية: المهمة الفريدة
كان USS Indianapolis في مهمة حساسة لنقل مكونات القنبلة الذرية “أولد فاذر” إلى جزيرة تينيان. في 30 يوليو 1945، وبعد الانتهاء من المهمة بنجاح، تعرض الطراد لهجوم مفاجئ من غواصة يابانية، مما أدى إلى غرق السفينة خلال أقل من 15 دقيقة.
النجاة في الماء المفتوح
تمكن حوالي 316 بحارًا من النجاة من الغرق، في حين فقد أكثر من 800 شخص في الحادث. وواجه الناجون ظروفًا قاسية، فقد تجمدت الأجساد في المياه الباردة، وواجهوا خطر التعرض لهجمات القروش. عانى الكثير منهم من الجوع والعطش، وكانوا عالقين في عرض البحر لأيام.
قصة الرجل الناجي
أحد هؤلاء الناجين هو “كليفتون ويليامز”، الذي كان شابًا عندما وقع الحادث. يروي كليفتون كيف حاول هو وباقي الناجين البقاء على قيد الحياة وسط ظروفٍ لا تصدق. يتذكر اللحظات المأساوية عندما كانوا يتحدثون في ما بينهم، ويتبادلون الذكريات عن الحياة قبل الغرق.
حيث قال كليفتون: “كانت اللحظات التي قضيناها في الماء أشبه بكابوس لا ينتهي. كنا نرى أصدقاءنا يختفون واحدًا تلو الآخر. وعندما كنت أسمع صرخات المساعدة، شعرت بالعجز.”
لكن روح التضامن بين الناجين كانت قوة دافعة. استمر كليفتون مع زملائه في البحث عن أي فرصة للبقاء على قيد الحياة، وأثبتت عزيمتهم أنهم لا يزالون قادرين على البقاء على قيد الحياة.
عودة إلى اليابسة
بعد أربعة أيام في البحر، تمكنت طائرة دورية من اكتشاف الناجين وتم إنقاذهم. ولكن، التكلفة كانت باهظة، حيث توفي معظم زملائهم في تلك الرحلة المروعة. انتهت القصة الأليمة بعودة كليفتون إلى وطنه، حيث أمضى باقي حياته يحمل ذكرى ذلك اليوم الذي ترك علامة لا تُمحى في ذاكرته.
خاتمة
قصة كليفتون ويليامز ليست مجرد قصة نجاته، بل هي تذكير بقوة الإرادة والصمود في وجه الشدائد. ورغم أن جراح الماضي قد تظل عميقة، فإن الدروس المستفادة من تجاربه تلهم الأجيال القادمة للاستمرار في مكافحة الظلم وتقدير قيمة الحياة. تظل قصة USS Indianapolis رمزًا للأمل والقوة البشرية، والتي ستبقى محفورة في صفحات التاريخ.
